أخبار الموقع

الملائكة الصغار يلقون في الأنهار

 الملائكة الصغار يلقون في الأنهار  

الملائكة الصغار يلقون في الأنهار
  جرائم شنيعة لا يمكن للرائي  أو السامع حتى  استيعابها أو ادراكها والجناة خارج التوقعات:

 سيدة عراقية تقوم بإلقاء طفليها في نهر دجلة وتلحقها مصرية بإلقاء طفليها أيضا ببحر يوسف بنيل المنيا بعد أيام قليلة فقط من استمرار التحقيقات في قضية قتل أب لأبنائه الأثنان(محمد وريان)  بنفس الوسيلة التي سبق ذكرها بإلقائهم بنيل الدقهلية وزعم أنهما اختطفا.

 أم أو أب وضع تحت هويتهما مئة بل ألف خط وخط يقتلوا أطفالهما بإلقائهم في النهر مهما كانت الأسباب الذي ذكروها من خلافات أسرية أو أمراض نفسية كيف سولت لكم  أنفسكم لارتكاب مثل هذا الجرم

كيف طاوعتكم قلوبكم  إذا وجدت لارتكاب جرائم مثل تلك في حق أبنائكم ولم تحترق بدورها ويحترق معها وجودكم بأكمله قبل أن تفكروا حتى بارتكابها.

 

على قدر مأساة هذه الجرائم وبشاعتها التي بالطبع لا مبرر لها إطلاقا بأي شكل من الإشكال لأنه لا يوجد مجال للتبرير أو غفران جرائم مثل تلك من قبل بشر إلا من رب رحيم.

حيث لا لبشر أستيعاب لهذا النوع من الغفران أبدا ,بل يجب إدانة هذه الجرائم وإلحاق أشد عقاب مرتكبيها.

 

لكن للحق هل يجب علينا محاسبة وإدانة مرتكب الفعل فقط أم التمعن ودراسة المسببات أيضا التي أدت لهذا الفعل في الأساس لظهور وانتشار هذه الظاهرة في الأصل .

 يجب علينا محاسبة كل من ساهم في إنتشار مرض لعين مثل الجهل مقابل غياب الوعي ومحاسبة كل من سمح لهؤلاء  بتكوين كيان مقدس يسمى "أسرة" واعطائه الحق في الإنجاب  .

وإذا كان سبب الجرائم مرضى كخلل نفسي أو عقلي فوجب علينا أيضا محاسبة من تقاعس عن علاج المرض وساهم في انتشاره بهذا الشكل.

مما لا شك فيه أن انبثاق أي ظاهرة وظهورها في مجتمع يكون بمساهمة أفراده بشكل أو بأخر .

العقاب القانوني الرادع مطلوب وبشدة لكن  لن يجدي فقط لعلاج ظاهرة متفشية بمجتمع يروح ضحاياها أرواح ملائكة صغار وما يمكن أن يترتب عليه بعد ذلك أيضا.

علينا بعلاج المجتمع ككل بالفكر والعلم والوعي لمجابهة هذه الآفات التي أدت لمثل هذه الجرائم الشنيعة واستئصالها.

 القتل في كل الأحيان جريمة لا تغتفر أو تقبل حتى  ,لكن أن يكون الضحايا أطفال والجاني أب أو أم هذا ما لا يستوعبه عقل أبدا.

في هذا المجتمع صفة التشوه المستمرة عن طريق أفراده ,وهذه الجرائم ما هي إلا نتائج أو ظواهر لما هو موجود بالفعل و متأصل بالمجتمع بصورة مرضية وجب للضرورة فور علاجها واستئصالها .

 ووجب عقاب كل فرد بهذا المجتمع ارتضي أو شجع أو سكت عن أمراض هذا المجتمع فساهم في انتشارها ولم يسع حتي لعلاج نفسه منها .

الكل مسؤول.

الملائكة الصغار يلقون في الأنهار


بقلم :مصطفى محسن

ليست هناك تعليقات